في الوقت الذي كان فيه العالم مشغولاً بمكافحة جائحة COVID-19 على مدار العامين الماضيين، استمرت الفيروسات والأمراض الأخرى التي تهدد الحياة في الانتشار، وأحدها هو حمى الضنك، وهو فيروس ينقله البعوض ويسبب مرضًا في أشد أشكاله يمكن أن يكون قاتلاً، ووفقا للخبراء، هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة للسيطرة عليها، ومن المعروف أنها تتواجد في الغالب في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، ويتم الإبلاغ عن ملايين حالات العدوى في جميع أنحاء العالم كل عام، وتُعدّ أكثر شيوعًا في جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، لكنها انتشرت إلى مناطق أخرى، وظهر في فاشيات محلية في أوروبا والأجزاء الجنوبية من الولايات المتحدة.
حمى الضنك
كيفية انتقال حمى الضنك
تنتقل إلى البشر عن طريق عدد من أنواع إناث البعوض، وتبلغ فترة حضانتها ما بين أربعة وعشرة أيام، وبمجرد الإصابة، يصبح المريض الناقل الأساسي ويمكن أن ينقل المرض لمدة خمسة أيام في المتوسط، ويمكن أن تصيب البعوضة عدة أشخاص خلال ساعات الذروة للتغذية في الصباح الباكر وقبل الغسق.
وعن أعراضها يمكن أن تكون شبيهة بأعراض الإنفلونزا، مثل ارتفاع في درجة الحرارة، وصداع شديد، وآلام في العضلات والمفاصل، وغثيان وقيء، ويمكن أن تستمر لمدة سبعة أيام.
وتكون معظم الحالات خفيفة، ولكن الذين يتعافون من حمى الضنك وثم تنتقل إليهم العدوى يمكن أن يعانون من أعراض أكثر حدة، بما في ذلك النزيف الداخلي، وتلف الأعضاء، وتتعرض النساء المصابات بالفيروس أثناء الحمل لخطر نقله إلى أطفالهن.
هل توجد حمى الضنك في السعودية؟
توجد هذه الحمى في المملكة العربية السعودية منذ أكثر من عقدين وهي مستوطنة خلال موسم الأمطار، وتحديدًا بين أشهر أبريل وسبتمبر، وتنتشر بشكل خاص في المنطقة الغربية، وعلى الأخص في جدة ومكة المكرمة، ويمكن إرجاع ظهور حمى الضنك في المملكة إلى 1993-1994 عندما تم اكتشاف حالة منعزلة لأول مرة في جدة، وعلى مدى سنوات من المراقبة والتتبع الوبائي وتدابير الوقاية، ساهم ذلك في تقليل انتشار البعوض الذي ينشر الفيروس، لكنه مع ذلك لا يزال يمثل تحديًا كبيرًا للسلطات الصحية.
وتمثل حمى الضنك ما يقرب من 70 % من عبء المرض في آسيا، ومع الاستئناف الأخير للرحلات التجارية الدولية حيث تم رفع قيود السفر الوبائية، عاد المرض مرة أخرى إلى جميع أنحاء العالم، وكون المملكة العربية السعودية هي واحدة من أكبر مراكز السياحة الدينية في العالم، تعتبر السلطات في البلاد أن الجهود المبذولة للسيطرة على حمى الضنك ذات أهمية قصوى.
وكانت المملكة في عام 2019 من بين الدول التي سجلت بعضا من أعلى معدلات الإصابة بالمرض، وفي عام 2018 وحده ، تم تأكيد 6345 حالة إصابة بحمى الضنك ، معظمها في جدة.
وعلى الرغم من التحديات التي تمثلها جائحة COVID-19، تُظهِر الدراسات أن هناك انخفاضًا حادًا في حالات حمى الضنك في المملكة العربية السعودية على مدار العامين الماضيين، ويعزى ذلك إلى جهد تعاوني من قبل الوكالات الحكومية المشاركة في مراقبة ناقلات الأمراض ومكافحتها.
أعراض حمى الضنك
وتشمل أبرز أعراض الحمى ما يلي:
- ارتفاع في درجة الحرارة إلى 104 فهرنهايت
- الصداع
- آلام العضلات أو العظام أو المفاصل
- غثيان
- القيء
- ألم خلف العينين
- تورم الغدد
وبهذا الصدد قال الدكتور عبد الله القيسي، عالم الفيروسات والأستاذ المساعد في جامعة جازان، في تصريحات صحفية، أن أبحاثًا حول هذه الحمى في المملكة تركز حاليًا على ثلاثة مجالات رئيسية: فهم الاستجابة المناعية لعدوى حمى الضنك، وشدة المرض، وتدابير المكافحة وتطوير لقاحات ومضادات فيروسات مأمونة وفعالة، وأكد على أن المراقبة والوقاية هما مفتاحان للحد من انتشار المرض الذي يحتمل أن يكون قاتلاً.
اقرأ أيضًا في أخبار السعودية اليوم:
الموارد البشرية توضح مدي استحقاق عاملات المنازل للمعاش الأمني
وزارة الصحة تُعلن تقرير كورونا في المملكة اليوم السبت 26 مارس 2022
التعليقات