حقائق جيوسياسية في الحرب علي أوكرانيا، والجدير بالذكر أن المنظومة الجيوسياسية تطلق الأحكام على القيادات السياسية وسلوكياتها استناد إلى طباعها الشخصية وأخلاقها، كأن يصف مثلا الرئيس الأميركي “جو بايدن”، الرئيس “فلاديمير بوتين” بأنه «قاتل»، والأصح أن تؤخذ باعتبار الظروف والعوامل الجيوسياسية المتكررة من دون هوادة، التي تلقي بثقلها على عملية اتخاذ القرار من دون القدرة على تفاديها.

احتلال روسيا 11 منطقة بالكرة الأرضية

تحتلّ روسيا 11 منطقة زمنية في الكرة الأرضية، وإذا كانت سيبيريا تحميها من الشرق، فإن السهل الشمالي الأوروبي يعتبر المقتل لكونه ممر الغزوات، فمن جبال البيرينيه إلى موسكو لا يوجد حاجز طبيعي واحد، ومن هذا السهل، أتى ملك السويد “تشارلز الثاني عشر” ليهدد الأمن الروسي، تبعه على المسار نفسه “نابوليون”، وبعده “هتلر” الذي أضاف المسار الأوكراني عبر كييف، ليخوض أكبر معارك الحصار في التاريخ، وستالينغراد هذا من الغرب، أما من الشرق، فإن الخطر المغولي دام لأربعة قرون متتالية ليقال “إذا حككت جلد شخص روسي، ستجد حتما مغوليا

طبول الحرب تُقرع.. لماذا يريد بوتين غزو أوكرانيا؟ | الجزيرة نت

المسلمات الجيوسياسية لروسيا

1 – التحكم  بالأرض الروسية بمركزية قوية جداً من قبل موسكو، من هنا ظهرت أهمية أجهزة الاستخبارات القديمة مثل الجديدة، ومن هنا نوعية النظام السياسي في روسيا المتأرجح بين الإمبراطوريّة والاشتراكيّة ومن ثم الجمهورية، لكن المشترك بين الكل هو حكم الفرد الواحد.

2 – تأمين عوازل جنوبا في القوقاز، من هنا دموية حرب الشيشان، لصالح التدخل الأخير في ناغورنو قره باغ أرمينيا، الأمر الذي يقودنا إلى التدخل العسكري في جورجيا.

3 – الحفاظ على مناطق نفوذ في جنوب شرق روسيا، من هنا التدخل الأخير في كازاخستان.

4 – الحفاظ على منطقة نفوذ، أو مناطق عازلة بين أوروبا الغربية وروسيا، هنا تأتي دول أوروبا الشرقية، حيث شكلت الحرب الباردة التوسع الأكبر لروسيا جغرافيا باتجاه أوروبا الغربية، خسرت روسيا هذه العوازل بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وتوسع حلف شمال الأطلسي شرقا.

5 – في الوقت الحالي، تحاول روسيا استرداد المثلث التاريخي لروسيا الكبرى وروسيا الصغرى (أوكرانيا) وروسيا البيضاء (بيلاروسيا) وإذا تعذر فالدب جاهز للانقضاض والعبث بالخطوط الجغرافية، وهذا فعلا ما يحصل الآن مع أوكرانيا بعد تطويع بيلاروسيا.

6 – إضافة إلى كل ما سبق، اجتهاد روسيا الدائم لتكون لاعبا دوليا محترما ومعترفا بدورها، وإذا لم يقبل الغرب، ستكون روسيا العنصر المشاغب كونها غير قادرة على لعب دور القوة المديرة على غرار أمريكا قائدة الغرب.

اقرأ أيضا: تزويد المسجد الحرام بأكثر من 150 ألف نسخة من المصحف الشريف.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *